بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل صلاة الصبح والمكوث بعدها
بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين..
أما بعد:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « من صلى
الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له
كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » [رواه الترمذي وصححه الألباني]..
يلاحظ في كثير من مساجدنا عدم العمل بالعديد من سنن حبيبنا وسيدنا وسيد المرسلين محمد صلى
الله عليه وسلم ومنها المكوث في المسجد بعد صلاة
الصبح حتى شروق الشمس واشتغالها بالذكر أو قرأت القرآن الكريم 000 وآلمني
وجود القليل من إخواننا المؤمنين
في العديد من المساجد ممن يحيي هذه السنة 0وهذه
العجالة جمعت بها الأحاديث النبوية الشريفة التي وردة في فضل صلاة الفجر
والمكوث في المساجد بعد أدائها
لعلها أن تكون دافعا لنا كلنا في إحياء سنن رسولنا الحبيب
تعتبر صلاة الفجر من أعظم الصلوات الخمسة المفروضة على كل مسلم مؤمن لما لها من أجر
عظيم عند الله - سبحانه وتعالى - والمحافظة عليها
وأدائها في وقتها في المسجد ها هو معلمنا الأول رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يقول في حديث رواه مسلم:
"عـنْ عُثمان بنَ عفان - رضي الله عنه - قال:
سمعتُ رســولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: " من صَلَّى العِشَاءَ
في جَماعةٍ فَكأَنمَا قَامَ نِصْفَ الليلِ، ومنْ صَلَّى الصُبْحَ في
جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَما صَلَّى اللَّيْل كُله " رواه مسلم وعــن أبي هُريرة -
رضي الله عنه - أَنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال : (وَلـَو
يَعلَـمُونَ مَا فِي العَتـَمَةِ لأَ تـَوْهَا وَلـَو حَبْواً) متفق عليه
وعــن أبي هُريـــرة رضيَ الله عنــه أَنَّ رســول
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قــــال: " لـَيْسَ صَــلاةٌ أَثْـقـَـلَ
عَـلَى المُنـاَفِقيـْنَ مِنْ صَــلاةِ الفَجْرِ والعشَـاء، وَلَو
يَعلَمُونَ مَا فِيهما لأَ تـــَوْهَما وََلــَو حَبـْـواً " متفق عليه
ويقول أبِي موسى - رضي الله عنه - أنَّ رســولَ
اللهِ صلَّى الله ُ عليهِ وسلَّم قــال: " من صَلى البَرْدَيْــنِ دَخَلَ
الجَـنَّة " البَـرْدَيْـنِ (الصُبْـحُ والعَصْـرُ) مُتفقٌ عليه
وهناك أحاديث كثيرة عن فضل صلاة الصبح فها هو حديث
جُـنْـدب ُ بن سُفيان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللِه - صلى الله
عليه وسلم - "منْ صًلَـّى الصُبْحَ فَهوَ في ذِمَّـة الله، فَـنانْظُرْ يَا
ابنَ آدَمَ لا يَطْـلُبَـنَّـك الله ُ مِنْ ذِمَّـته بشيء " رواه مسلم
وما أعظم أن يكون الإنسان في ذمة الله - سبحانه
وتعالى - وما أعظم أن تتحدث عنك الملائكة - عليهم السلام - وهم يخبرون الله
- سبحانه وتعالى - عن أخبار المصلين فعن أبي هُـريــْرةَ رَضيَّ اللهُ عنه
قال: قَــالَ رسولُ اللهِ صَـلَّى اللهُ عليْه ِ وسَـلـَم "
يـَتـَعـَاقبونَ فـِيْكم ملا ئِكـَةٌ بـِاللَّـيل ِ، ملائِكـَةٌ
بـِالنـَهار، وَيَجْتَمعونَ في صَـلاةِ الصُّـبْح ِ والعَصْـر، ثُم َّ
يـَعـْرُج ُ الـَّـذيْنَ بـَاتـُوا فِيكم، فيَسألهم الله ـ وهُو أَعْـلـَمُ
بهم ـ: كَيْف َ تَـركْـتُـم عبادي؟ فَـيـَقولون: تـَركناهم وَ هم
يـُصـلون، وأَتيناهم و هُم يُـصلون" متفق عليه
ورتب الشارع الحكيم على المحافظة على صلاة الفجر
عليها أجورا لم ينلها غيرها.. فصاحب صلاة الفجر محاط بالفضائل، ومبشر بعظيم
البشائر..
فمنذ خروجه من بيته لأداء الصلاة والبشائر تنهال عليه من كل جانب..
قال - عليه الصلاة والسلام -: « بشر المشائين في
الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » [رواه أبو داود والترمذي
وصححه الألباني].
وإذا أدى سنة الفجر فهي خير من الدنيا وما فيها.
فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها » [رواه مسلم].. يعني سنة الفجر.
وحين يجلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما دامت
الصلاة تحبسه، « ومن جلس ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة، وصلاتهم اللهم
اغفر له اللهم ارحمه » [رواه أحمد].
حتى إذا ما أقيمت الصلاة وشرع في أدائها فيا للفوز والأجر، ويا لعظيم الفضل وجليل البشر..
هاهو يقف بين يدي الله وتشهد له ملائكة الله، قال -
تعالى -: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر
كان مشهودا[الإسراء: 78].
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: « تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر
» قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: إن قرآن الفجر كان مشهودا [متفق عليه]
وقال - صلى الله عليه وسلم -: « لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها » [رواه مسلم]..
يعني الفجر والعصر.
ولكن يا أخي في الله إن الكثير من المسلمين في أيامنا هذه ترك سنة من سنن الحبيب المصطفى محمد صلى عليه وسلم
فما بال العديد لما يفرغ من الصلاة يهموا إلى
الخروج من المسجد يضيع عليه الكثير من الأجر ها هو رسول الله يخبرنا فضل
المكوث في المسجد فالمصلي ما يزال في أجر عظيم وفضل كبير، تحيطه عناية
الله، وتستغفر له ملائكة الله.. فعن علي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت
عليه الملائكة، وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه » [رواه أحمد].
فإذا ما قويت عزيمته، وغلب نفسه، وجلس حتى تشرق
الشمس فقد فاز بأجر حجة وعمرة.. فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر
الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة »
[رواه الترمذي وصححه الألباني]..
ولا تزال البشائر تتوالى عليه، ولا يزال حفظ الله تعالى مبذولا إليه..
فعن جندب بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله
فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه
على وجهه في نار جهنم » [رواه مسلم].
اللهم اجعلنا واجعل جميع إخواننا في ذمتك يا أرحم
الراحمين واغفر لنا واعز الإسلام والمسلمين في كل مكان
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين حبيبنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين.
المختار الاسلامى